ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

مديحة الجمعة؛ القوى الوطنية في شمال وشرق سوريا صححت مسار الثورة السورية

 



مديحة الجمعة؛ القوى الوطنية في شمال وشرق سوريا صححت مسار الثورة السورية

قالت مديرة مكتب الحزب الحداثة والديمقراطية لسوريا في مدينة منبج؛ مديحة الجمعة:" إن الثورة السورية دخلت عامها الحادي عشر وبدأت كانتفاضة شعبية محلية لكن سرعان ما تحولت إلى أزمة وصراع من قبل الدول الإقليمية والدولية مما كان سبباً في فشلها سياسياً وعسكرياً. مشيرة؛ في المقابل إلى نجاح ثورة شمال وشرق سوريا التي مثلت حلماً للخلاص لكل السوريين".

تدخل الثورة السورية عامها الحادي عشر وقد تغيرت معطيات كثيرة في خارطة الصراع العسكري والسياسي على السلطة. وبات الحل أبعد ما يكون بسبب التجاذبات السياسية من كل الأطراف السورية على الأرض كانت كفيلة بقاء المفاوضات دون جدوى. بينما استطاع الشعب قي شمال وشرق سوريا من تحقيق ثورته وما عجز عنه الآخرون عن فعله لتكون هذه الثورة نقطة انطلاقة لاتساعها في المستقبل على كل الخارطة السورية. في هذا السياق، أجرت صحيفتنا" روناهي" حواراً مع مديرة مكتب الحزب الحداثة والديمقراطية لسوريا في مدينة منبج؛ مديحة الجمعة، وكان الحوار على الشكل الآتي:

-في الذكرى العاشرة للثورة السورية، أين الثورة السورية مع امتداد الصراع السوري دون آفاق للحل؟

لقد عانى السوريين عقوداً من الاضطهاد السياسي والقبضة الأمنية لحكم الحزب الواحد والقومية الواحدة حيث ثار السوريين من أجل الحرية والكرامة في ١٥ آذار من عام ٢٠١١ من أجل التخلص من الظلم والاستبداد. وتدخل الثورة السورية عامها العاشر، بتحوّلات وانعطافات نقلت سوريا من سيطرة مرتزقة المعارضة المسلحة على غالبية أراضي البلاد، مروراً بالتدخّل العسكري الإيراني، وبعده الروسي، وبروز جماعات متطرفة بدّلت بوصلة الأهداف الغربية والعالمية في سوريا، وصولاً إلى استعادة رأس الحكومة السورية بشار الأسد المبادرة، في الفترة الأخيرة، بعد انخراط روسي كبير وإدارة اللعبة، مما سمح بتقليص سيطرة مرتزقة المعارضة السورية على الأرض مع بداية شهر مارس/آذار الحالي إلى نحو 11 في المائة من الجغرافية السورية. وبات الدولة السورية، ومن معها، يسيطرون على نحو 62 في المائة، وما تبقّى من الأراضي السورية تخضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" الـ 25 في المائة.

-كيف خرجت الثورة السورية عن مسارها؟ وأي مرحلة وصلت إليه من الانحدار وربما الانهيار أيضاً؟

شهدت الثورة السورية تقلّبات عديدة ومفصلية، سياسياً وعسكرياً، كان أهمها سيطرة المعارضة المسلحة على مساحات شاسعة في سورية، وصلت إلى أكثر من 70 في المائة في العام 2013، قبل أن يأتي التدخّل الروسي إلى جانب الدولة السورية بشكل مباشر في خريف العام 2015، ما أدى إلى تراجع المساحات التي كانت تفرض عليها مرتزقة المعارضة السورية سيطرتها وانحسارها، بالإضافة إلى ظهور أجسام وتشكيلات غير متوقعة على أرض الواقع، تكيل معارضةً للدولة السورية لكنها لا تعتبر الثورة والحراك الثوري مرجعية لها.

ولا شك أن هناك الكثير من العوامل جعلت من الثورة السورية في حالة جيدة في مراحل، وتراجع يصل إلى مستوى التدهور في مراحل أخرى، ولا سيما في العامين الأخيرين، مع زيادة عدد الفاعلين والمؤثرين في الملف السوري، على الصعيدين الإقليمي والدولي، دولاً وتنظيمات. أما عداد الضحايا فلم يتوقف، إذ وصل عدد المدنيين القتلى فقط منذ مارس/آذار 2011 وحتى مارس من هذا العام، إلى قرابة الـ ٥٠٠ ألف فيما تعد الأرقام الحقيقية أكثر من ذلك بكثير، نظراً للأعداد الكبيرة للمختفين والمغيبين قسراً، وغير الموثقين بالاسم.

 -كيف استفادت الدول الإقليمية ودولية انطلاق الثورة لتصفية حسابات فيما بينها على حساب الشعب السوري؟

كان عاما 2018 و2019، الأسوين في تاريخ الثورة، إذ ابتلعت روسيا والدولة السورية في عام 2018 ثلاث مناطق من "مناطق خفض التصعيد" الأربع المتفق عليها في مسار أستانة، ولم يتبقَ تحت سيطرة المعارضة إلا إدلب المدينة وبعض بلدات ريفها، التي تدخل ضمن "منطقة خفض التصعيد. وحاولت روسيا الضغط في نهاية عام 2018 على إدلب عسكرياً، بعد انتهائها من الاستحواذ على كافة المناطق السابقة، فيما سعى الاحتلال التركي لتجنيب المحافظة سيناريو سابقاتها، من خلال اتفاق سوتشي الموقّع بين موسكو وأنقرة في سبتمبر/أيلول 2018، والذي يقضي بنشر نقاط مراقبة حول إدلب، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محيطها. إلا أن روسيا ضربت الاتفاق، كل ذلك استدعى تدخلاً تركياً، جاء متأخراً، فأرسل الاحتلال التركي مزيداً من الأرتال إلى إدلب، وأنشأت نقاطاً جديدة. وعندما استمر الدولة السورية في تقدّمه، على الرغم من التهديدات التركية بضرورة الانسحاب إلى ما وراء حدود اتفاق سوتشي.

وسبق ذلك إطلاق روسيا مسار أستانة، بالتشارك مع إيران وتركيا بداية العام 2017، مع استغلال موسكو تدخّلها العسكري بالعمل على مسار سياسي بعيداً عن أجندات الأمم المتحدة، ودور الولايات المتحدة الفاعل فيها، وتراجع الدور العربي والأميركي في الملف السوري، بالإضافة إلى عجز الأوروبيين عن تقديم أي إضافة مع تعنّت الدولة السورية لجهة تطبيق القرارات الدولية لصالح الشعب السوري وثورته مما جعل مستقبل السورية أمام نفق مسدود.

-كيف تفسرون انتقال الثورة السورية على طاولة المفاوضات عبر مسارات ومنصات سياسية دون حلول علاوة على تدخل بعض الدول بشكل مباشر في مصير الأزمة السورية؟

لا شك أن هذه المفاوضات جاءت من قبيل المراوحة في المكان وأبرز ما تمخض عن مسار أستانة، اتفاق "مناطق خفض التصعيد الأربع"، وهي: درعا والجنوب، غوطة دمشق، شمالي حمص وجنوب حماة، وإدلب ومحيطها. وكانت تركيا قد أظهرت نيّتها السيطرة على الشريط الحدودي الشمالي تباعاً، من خلال معركتها الأولى، "درع الفرات"، ضد تنظيم "داعش" في كل من جرابلس والباب شمالي حلب في أغسطس/آب 2016، ومن ثم عملية "غصن الزيتون" ضد "قوات سورية الديمقراطية" في عفرين وعملية نبع السلام المزعومة التي احتلت بموجبها تل ابيض وراس العين في محاولة لإعادة امجاد الدولة العثمانية. لكن روسيا، عملت فيما بعد، على الالتفاف على اتفاق "مناطق خفض التصعيد" تباعاً، من خلال سياسة "المصالحات" التي اتّبعتها في تلك المناطق، وهي سياسة هدفت لتهجير السوريين. وفيما بعد كان للضغط الأميركي في مجلس الأمن دور في إصدار القرار 2254 لعام 2015، الذي أكد تطبيق بيان "جنيف 1"، ولا سيما لانتقال السياسي، وتحديد سلال أربع للعمل على تكريسها من خلال مسار جنيف، وهي: الانتقال السياسي، والإفراج عن المعتقلين، وصياغة دستور جديد، والانتخابات. وأضاف إليها النظام في جولات تفاوضية لاحقة في جنيف ملف "مكافحة الإرهاب"، لمساعدته في استثمار الوقت والالتفاف على القرارات لجهة عدم تطبيقها. وتعددت جولات مسار جنيف الأممي، حتى وصلت إلى تسع جولات دون جدوى.

-هل يمكن اعتبار أن الثورة السورية ميتة قبل ولادتها، وما أسباب فشلها سياسياً وعسكرياً؟

منذ بداية عسكرة الثورة، ظهرت الكثير من المجموعات المسلحة التي أعلنت انتماءها لـ"الجيش السوري الحر"، إلا أن هذه المجموعات افتقدت للترابط والتنسيق في ما بينها وتحولت لأداة ومرتزقة بيد الاحتلال التركي، في المقابل، ومع سيطرة المعارضة على أجزاء واسعة من سورية، بين عامي 2013 و2015، بات النظام مهدداً بالانهيار والسقوط، خصوصاً أن محيط دمشق كان بشكل شبه كامل تحت سيطرة المعارضة، فاندفعت إيران للتدخّل، والذي جاء عبر مراحل وبشكل تدريجي دعماً للأسد. وقد أكد أكثر من مسؤول إيراني، من مستويات مختلفة سياسية وعسكرية، أنه لولا تدخّل إيران و"حزب الله" في سورية لكان النظام سقط خلال بضعة أسابيع، ولا سيما في تشرين الثاني 2015، حين اقتربت فصائل المعارضة من أسوار العاصمة، بل والوصول إلى بعض أحيائها، قبل وبعد ذلك التاريخ. ثم كان التدخّل الروسي عسكرياً بشكل مباشر إلى جانب قوات الأسد، ولا سيما من خلال الإسناد الجوي، الحدث الأبرز والأهم في تاريخ الثورة السورية، والذي شكّل محطة مفصلية على صعيد تغيير خرائط السيطرة على الأرض لصالح النظام، جنباً إلى جنب مع التدخّل الإيراني، الذي زاد من حجم تواجده على الأرض، من خلال الزج بمزيد من المليشيات من العراق وأفغانستان، بالإضافة للتواجد والنفوذ الكبير لـ"فيلق القدس" والحرس الثوري الإيراني، اللذين تسلما زمام المبادرة في إدارة المعارك على الأرض. وفيما بعد كان للدور الروسي جانب سياسي، في تغيير المعادلة السياسية إلى جانب التدخل العسكري، ما زاد من ضعف الثورة لصالح الأسد.

-هل يمكن اعتبار أن ثورة شمال وشرق سوريا ساهمت بشكل أو بآخر بتصحيح مسار الثورة السورية كاملة.

لقد خطفت الثورة من قبل المجموعات المسلحة الإرهابية التي تحولت إلى إدارة لتحقيق مصالح دول إقليمية تسعى لتقسيم سوريا والاستحواذ على ثرواتها. بعد عشر سنوات على عمر الثورة أصبحت سوريا مدمرة وممزقة وسكانها مهجرين فيما يعمد الاحتلال التركي على التغيير الديمغرافي. كل الظروف الجيوسياسية المختلفة في الثورة السورية أدت إلى بروز في دور القوى الوطنية في شمال وشرق سوريا لتصحيح مسار الثورة وتحرير مناطق واسعة من إرهابيي مرتزقة داعش حيث تم تحرير كوباني ومنبج والطبقة والرقة ودير الزور والحسكة وتشكيل الإدارة الذاتية القائمة على مبدأ أخوة الشعوب والتعايش المشترك. بينما تسعى الدول الإقليمية والتنظيمات الإرهابية المتطرفة إلى تقسيم واستمرار الأزمة السورية التي لا تريد أن تعود الثورة لمسارها الصحيح. لعبت انطلاقة ثورة شمال وشرق سوريا دوراً رئيسياً بكافة مكوناتهم في إدارة مناطقهم وتحقيق الكثير من الإنجازات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية وانتهاج الخط الثالث والدعوة إلى حوار سوري شامل ينهي المعاناة السورية ويغلب المصلحة الوطنية على كل المصالح الدولية والإقليمية وحتى الشخصية لتأتي العقوبات على شكل قانون قيصر لمعاقبة الدولة السورية على رأسها نظام الأسد الأمر الذي أدار حرباً أخرى على الشعب السوري الذي يدفع ثمن استبداده وتمسكه بالسلطة وعدم الاستماع لمطالب الشعب في الحرية والكرامة.

منقول

 


ليست هناك تعليقات