علي الكدرو؛ حين الرياضة تتحدث شغفاً وحياة
منبج-يصل لاعب ومدرب التايكوندو علي الكدرو، الليل بالنهار- وبلا كلل ولا ملل- لمتابعة مشواره الرياضي والمساهمة في انتشارها على المستوى الشعبي والأوساط الرياضية أيضاً.
لم يحظ علي الكدرو بالشهرة التي ينالها معظم اللاعبين الذين يسلط الضوء عليهم إعلامياً بل اكتفى بالسير خلف هدفه بخطى ثابتة حتى استحوذ على وجدانه أينما اتجه وذهب أيضاً. وحرصاً من صحيفتنا" روناهي" على دعم المواهب ودفعهم لاستكمال دفة مسيرتهم الإبداعية، التقت باللاعب والمدرب علي الكدرو للحديث عن مسيرته كلاعب ومدرب وأبرز محطاته الرياضية.
"منعطف غيّر مسار حياتي"
الكدرو يقول:" لم أكن أطيق العيش بعيداً عن التايكوندو فهي مهنتي وهوايتي وعشقي الأوحد وحياتي كلها. لقد جذبني إليها في صغري بعض الحركات التي كان يؤديها الأسطورة بروس لي وتأثرت بهذا البطل العالمي كثيراً. واتجهت إلى عالم القوة والصلابة، فتعلقت بها حد الهوس رغم وجود رياضات أخرى لا تقل حيوية عنها مثل؛ الكاراتيه والكونغ فو والجودو إلى جانب أن جدتها لم يكن بالأمر الهين لنمو المواهب القتالية بسهولة في ذلك الوقت".
ويشير أن التايكوندو استحوذت على اهتمامه وأثرت به إلى حد بعيد في توقفه عن متابعة دراسته في المرحلة الابتدائية التي فضل عليها الرياضة حيث كان في الثلاثة عشر عاماً آنذاك. وكان حرياً به استكمال دراسته إلى جانب ممارسة التايكوندو لكن إصراره واجه الكثير من الاعتراضات والانتقادات من أهله في البداية على هذا الأمر لكن فيما بعد وجد مساندة وتشجيعاً منهم أكثر خاصة بعد حصده العديد من النتائج الجيدة. تعلم الكدرو التايكوندو بنادي المستقبل في حجيرة بريف دمشق وتدرب على يد عدد من المدربين البارزين. كما شهدت مسيرته الرياضية العديد من الإصابات والعمليات الجراحية التي أبعدته عن الملاعب جراء إصاباته المتكررة بين الفينة والأخرى وأدت إلى انقطاعه فترات تزيد عن الستة أشهر عن التمارين والتدريبات طلباً للاستشفاء والنقاهة سرعان ما يعود أقوى من قبل".
مشاركات ومنجزات
أحب علي الكدرو الرياضات القتالية خاصة التايكوندو، وعن ذلك يقول:" بدأت مشواري الرياضي بحجيرة في ريف دمشق في "نادي المستقبل" الرياضي، على يد مدربين لا زلت أذكر "فضلهم" علي. ولا شك أن اعتلاء منصات التتويج في فترة وجيزة منذ قرابة الثلاث سنوات تحديداً وضمن مناطق شمال وشرق سوريا أضحت ديدني وإدماني الوحيد. على سبيل المثال لا الحصر، شاركت في عام 2017م ببطولة للتايكوندو في مدينة الحسكة لكني لم أحقق أي نتائج بل اقتصرت على شرف المشاركة في ذلك الوقت بينما استطعت في بطولة منبج التي نظمت في منبج أن أصعد بلاعبي نادي النجوم لتأهيلهم وزيادة خبراتهم مع العلم أن هناك أندية محترفة ولها صولات وجولات في رياضة التايكوندو".
ويقول الكدرو:" إما في المشاركة الثانية، فحقق نادي النجوم أمام نادي الصقور ثلاث ذهبيات بالمراكز الثلاثة الأولى أمام لاعبين على مستوى عال من التدريب والقوة عند نادي الصقور. كما وشارك نادي النجوم بعد هاتين البطولتين ببطولة أخرى أقيمت في عام 2018م بمدينة ديرك بمشاركة ثمانية عشر نادياً وحقق نادي النجوم إنجازات مشرفة بإحرازه ذهبتين اثنتين ومركز ثالث عام بالنسبة للأندية رغم المستوى المتقدم للأندية المشاركة لا سيما أن بعضها يحمل إنجازات دولية".
ويضيف قائلاً:" أما في عام 2019 -2020م لم تكن هناك فعاليات بالشكل الحقيقي وإنما اقتصرت مشاركاتنا على بعض العروض التي أقيمت في مناسبات معينة بسبب جائحة كورونا التي كان لها أثر كبير في إيقاف الأنشطة الرياضية عموماً مع العلم أن نادي النجوم استمر بتدريباته الرياضية عن بعد وأون لاين".
التألق؛ مدرباً وحكماً
ويؤكد علي الكدرو:" خلال بضع سنوات من المشاركات الحافلة بالإنجازات كلاعب، وبموازاة ذلك، تمكنت من حلم حياتي بالتدريب، إذ تعاقد معي الاتحاد الرياضي في مدينة كوباني لتدريب بعض الأندية في ناحية صرين التابعة لمدينة كوباني بين عامي 2020-2021م ورغم تحملي مشقة السفر يومياً ومكابدة التعب لنشر اللعبة غير أنني أجد فيه راحة ومذاق خاص كبيرين. كما اطلعت على الكثير من المهام التدريبية منها؛ تدريب نادي منبج للتايكوندو لفترة وجيزة وحققت تحت إشرافه إنجازات طيبة جداً. وأشرفت إلى جانب التدريب أيضاً على مهام التحكيم بإيعاز من منظمي البطولات من أجل تحكيم عدد من المباريات على المستوى المحلي".
نادي النجوم
وحول نادي النجوم، قال الكدرو:" هو جزء من طموحي الذي ملأ روحي طوال سنوات عديدة، وجاء افتتاح نادي النجوم لرياضة التايكوندو كحصيلة طبيعية لمسيرة طويلة من المران والتدريب والعطاء وهو تكليل أيضاً لعدد من اللاعبين الذين استمروا طيلة سنوات يواظبون على التدريب دون مكان واستحقوا أن يكون لهم مكاناً يحتضنهم لممارسة رياضة التايكوندو بعدما نال سبعة منهم حزامين أسودين دان".
ويشير إلى أن تشكيل النادي تحت اسم النجوم الذي لم يكن في ذلك الوقت له مكان محدد أو صفة اعتبارية وإنما اندمج مع الأندية العريقة في منبج ولم تكن له استقلالية تامة بينما عمل الكدرو على تدريب نادي منبج الذي يتبع للاتحاد الرياضي وإقامة التدريبات في صالة الألعاب الفردية الكائنة بالقرب من دوار جرابلس، كما وحصل نادي النجوم على ترخيص لممارسة رياضة التايكوندو من قبل الاتحاد الرياضي.
ويضيف بقوله:" تمكنت خلال فترة قصيرة من نشر اللعبة على نطاق واسع، فقد بلغ عدد اللاعبين المنضوين في نادي النجوم ستين لاعباً وهم يتابعون تدريباتهم بشكل متواصل دون انقطاع ناهيك عن اللاعبين الهواة الكثر الآخرين. وبالطبع، إن قيامي بتدريب لاعبي التايكوندو وهم لا يزالون صغاراً فرصة كبيرة من شأنها نشر التايكوندو بشكل واسع لأنهم يشكلون حافزاً لدي للمضي قدماً في تدريبهم رغم وجود عقبات كثيرة تقف في طريقي ولا سيما أن طموحي إنشاء أبطال كبار يمارسون رياضتهم هو حلم قديم".
أمنيات بانتظار المشاركات
واختتم اللاعب والمدرب علي الكدرو حديثه بالقول:" أتمنى أن يشارك نادي النجوم خلال الفترة القادمة بمشاركات خارجية سواء على مستوى الجمهورية أو على مستوى الدولي أيضاً. وكذلك نسعى إلى فحص عدد من اللاعبين واللاعبات ليتقدموا بفحص أنفسهم لنيل حزام أسود في الفترة القادمة".
الجدير ذكره، أن اللاعب علي الكدرو من مواليد 4/5/ 1992م ناحية مسكنة، قضى منها عشرين عاماً في دمشق. تنقل خلال الأزمة السورية بين مسكنة وتركيا واستقر في منبج مؤخراً بعد التطور الملحوظ الذي شهدته الرياضة عموماُ. وحصل على عدة شهادات تقدير وتكريم كلاعب ومدرب وكحكم أيضاً وحقق أفضل إنجاز له بحصوله على حزامين أسود دان.
منقول
ليست هناك تعليقات