معهد البيان؛ رسالة سامية لقيم سمحة

تأسس معهد البيان لتحفيظ القرآن في مدينة منبج وريفها؛ كمشروع نهضوي تطوعي على يد مجموعة من المتبرعين لخدمة القرآن العظيم حفظاً وتلاوة وتدبراً. 

ويقع معهد البيان لتحفيظ القرآن في بلدة أبو قلقل الواقعة في الجنوب الشرقي عن مدينة منبج بمسافة تقدر بعشرين كيلو متر إذ يغطي 32 قرية محيطة بالبلدة. وحتى يقف معهد البيان لتحفيظ القرآن على قدميه فقد تهيأت له كافة السبل والتسهيلات التي قدمت له من المتبرعين لتشييده؛ بقصد تخريج حفظة للقرآن يكونوا بذرة خيرة لصلاح المجتمع في المستقبل حيث تمكن خلال في فترة وجيزة من استيعاب ما يقارب 400 طالب/ـة في فترتين زمنيتين صباحية ومسائية. ولمزيد من التفاصيل، التقت صحيفتنا" روناهي" بإداري معهد البيان لتحفيظ القرآن؛ د. خالد الدواس. 

تأسيس وترخيص

بداية، وحول الدوافع لتأسيس معهد لتحفيظ القرآن، حدثنا د. خالد الدواس عن ذلك قائلاً:" جاءت فكرة إنشاء معهد لتحفيظ القرآن؛ بسبب الحاجة الماسة لمعرفة كتاب الله عن طريق القراءة الصحيحة التي تجعلنا نحفظ بسهولة ويسر وإتقان، وكذلك تعليم هذا الجيل مبادئ ديننا السمحة وتربية الأطفال على الأخلاق الحميدة وتوسيع آفاق التأمل المعرفي ومعرفة الإعجاز القرآني، وقال أحد الصالحين (علموا أولادكم القرآن وهو يعلمهم كل شي)". 

الدواس أضاف:" عرضت الفكرة على صفحتي الشخصية ولاقت ترحيباً واسعاً من الأصدقاء إلى أن عرض عليّ الحاج حميدي صاحب الأرض تقديم أرضه لبناء معهداً لتحفيظ القرآن ومسجداً بآن واحد بدون مقابل إنما جعله وقف في سبيل الله. وبتاريخ 15/9/2019م حصل معهد البيان على ترخيص من المؤسسة الدينية في مدينة منبج وريفها والمباشرة بالمشروع على أرض الواقع. وخلال أشهر قليلة وبمساعدة المتبرعين من أهالي بلدنا الحبيب وبمؤازرة من المؤسسة الدينية في مدينة منبج وريفها أصبح المعهد جاهزاً لاستقبال الطلبة". 

عمل وثمر 

وعن آلية عمل معهد البيان لتحفيظ القرآن، أشار الدواس:" بالطبع، بعد مجهود عالي، افتتح معهد البيان لتحفيظ القرآن بتاريخ 16/7/2020م وبرعاية الإدارية الذاتية وبإشراف المؤسسة الدينية في مدينة منبج وريفها ومن هذا التاريخ أصبحت الفكرة واقعاً. ونقبل الطلاب ضمن شروط حددتها إدارة المعهد بعد دراسة الواقع التعليمي بالمنطقة وبما هو مفيد للطالب مستقبلاً ومنها أن تكون الفئة العمرية الأولى: من عمر 8 -14سنة، وتكون الفئة العمرية الثانية: من عمر 14-60سنة، ويعتبر الدوام أسبوعياً ثلاثة أيام منها ثلاثة للإناث وثلاثة أخرى للذكور". 

 الدواس أضاف:" هناك أمر هام ينبغي الإشارة إليه، لا يتعارض دوام معهد البيان مع دوام المدارس، كما أن المعهد ملتزماً بنقل الطلبة من منازلهم إلى المعهد وبالعكس كل حسب دوامه بالطبع. ويتكفل معهد البيان بنقل الأيتام على نفقته الخاصة البالغ عددهم 77 طالبـ/ة حالياً. كما ويتعلم الطلاب الجزء الرشيدي حالياً، ودوامهم خارج أوقات دوام الطلبة الصغار. أما فيما يخص الرسوم المترتبة على الطلاب فتبلغ 5000 ل. س لقاء أجور نقله للمعهد فقط. ويمول معهد البيان من قبل المتبرعين من أهل الخير، وكذلك جمع التبرعات من بعض مساجد منبج وريفها، وهكذا يمكن القول إن التعليم بالمعهد بالمجان. 

ضرورة وغاية 

وعن برنامج الدراسة، قال الدواس:" في المرحلة التعليمية الأولى في معهد البيان، تبدأ بتعليم (الجزء الرشيدي) للكبار والصغار على حدٍ سواء. أما الذين ينجحون فيه بدرجة تفوق وامتياز، أي فوق 90% يدخل إلى المرحلة الثانية التي تبدأ بقراءة القرآن وحفظه من جزء عم. أما الذين ينالون درجة أقل، فيمنحوا فرصة تدريب وتقوية للجزء الرشيدي من جديد ويعاد الاختبار بعد شهر من تاريخه. أما المرحلة الثالثة، فتحفظ الأجزاء الثلاثة الأخيرة من القرآن الكريم و70% من أحكام التجويد، أما المرحلة الرابعة، فتحفظ القرآن الكريم من سورة الفاتحة حتى سورة الناس وبها يختم القرآن". 

 واختتم الإداري بمعهد البيان لتحفيظ القرآن؛ د. خالد الدواس حديثه بالقول:" بالتأكيد كل عمل ناجح يمر بعدد من العقبات تعترض مسيرته وكذلك المعهد الذي يحتاج لمكيفات تدفئة لا سيما أن التدريس داخل قبو المعهد ولا يوجد ما يخفف عليهم معاناة برد الشتاء. كما يحتاج المعهد لمولدة كهرباء إلى جانب شاشة عرض (بلازما) تتيح رفد العملية التعليمية للطلبة بوسائل حديثة. أما الأهم نطالب الجهات المسؤولة وأهل الخير المساهمة بتنشيط عمل معهد البيان ودعمه مادياً ومعنوياً وتخصيص راتب للعاملين بالمعهد لمساعدتهم في مواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها أبناء شعبنا في وطننا الحبيب".

منقول