قصيدتان.. وعيد
الشاعر: عبد الرحمن محمد
تراه جالساً على قارعة الطريق، لا تكفيه ملابسه
الممزقة، لتقيه من حر الصيف ولا من برودة الشتاء القاسية بقدر كسرة الخبز التي
يحملها في يده فلا تسمنه ولا تشبعه، تلمع في عينيه أحلام الطفولة التي سُلبت منه
عندما شاءت الأقدار ووقع فريسة للتشرد، فلا طائرة ورقيّة يلهو بها؛ كأقرانه، ولا
مقعد مدرسة يبني له مستقبلاً واعداً ولا دفء أسرة يمنحه العيش بسلام، فسحقاً لآفة
التشرّد التي تقلب موازين الإنسانية رأساً على عقب، وتترك الأطفال هائمين على
وجوههم دون معيل أو كفيل أو راعٍ.
ما عدت يا
عيد بالسعيد
ولا عدت تحمل
ما نريد
في كل بيت
نائحة...
فهنا مفقود
وهاهنا..
شهيد
وهناك أم
ثكلت
وها هناك
خيمة تأوي
الشريد
ما عدت يا
عيد بالسعيد
ما عدنا نضحك
لأطفالنا
إذ تشردوا
ولا آباءنا
يدعون لنا
بالصحة
والعمر
المديد
ما عدت يا
عيد سعيداً
ما عدت يا
عيد
عيد
***
كل عام وأنتم
بخير
لم يبق لنا
إلا هذه الشاشات علناً
نضفي ابتسامة على ثغر موجوع
أو لعلنا
نكفكف
من عيني أم
ثكلى بعض الدموع.
لا تلومونا
إن عايدناكم..
ونحن نكتوي
معكم بسياط محتل لأرضنا
ونحن نتمزق
لاغتصاب بيت من بيوتنا
و نحن نبكي
مع زيتوننا..
ونشحذ
بنادقنا...تغني أنشودة العودة
ما كان يوماً
لعدو أن يهزمنا
ولو هزمنا
لما كنا اليوم
موجوعون حدّ
الهاوية
واثقون حدّ
النصر
كل عام وأنتم
عائدون
كل عام وأنتم
باقون
ليست هناك تعليقات