أنا وليكن من بعدي الطوفان
أنا وليكن من بعدي الطوفان
من السذاجة أن تخفي أمراً وقد بلغ ذروة
انتشاره شرق الأرض وغربها، وكأن هذا الأمر لم يكن موجوداً البتة.
وبعد تفشي جائحة كورونا أصقاع الأرض
قاطبة، طلبت سلطات دولة تركمانستان؛ حظر استخدام كلمة "كورونا" في
البلاد، في تصرف أقل ما يقال عنه؛ أنه عجيب لإخفاء المعلومات المتعلقة؛ بهذا
الوباء الفتاك.
وبموجب هذا القرار الاستثنائي من حكومة
تركمانستان لم يعد مسموحاً لوسائل الإعلام التابعة للدولة، استخدام مصلحات الخاصة
بهذا الفيروس، أي" كورونا"، كما تمت إزالته من كتيبات المعلومات الصحية،
الموزعة في المدارس والمستشفيات وأماكن العمل، ولم تتضح بعد الدوافع الحقيقية
الكامنة خلف هذا القرار الغريب.
وبينما يمر الإعلام بفترة عصيبة، إذ
يلقى عاتقه الجزء الأكبر في التوجيه والإرشاد من تداعيات فيروس كورونا. يخرج
قراراً من شأنه إنكار المعلومات في المجتمع، مما يعرض حياة المواطنين في
تركمانستان للخطر. وبالتالي، فحكومة الرئيس" قولي بردي محمدوف؛ تعتبر هذه
الجائحة ما هي إلا بروباغندا إعلامية تحاول حصاد ما قبلها وما بعدها من
أجندة سياسية واقتصادية. فيما ترى منظمة مراسلون بلا حدود؛ أن مواطنين هذه الدولة لا
يستطيعون الوصول إلا إلى معلومات أحادية الجانب حول وباء كوفيد19- أي عن طريق
سلطات البلاد.
وكأن بحال رئيس هذا البلد، أن ينفرد عن
السرب الدولي ويغرد خارج حسابات العالم، ولعله أيضاً، يطبق فحوى القول المأثور
القائل:" مات جاري أمس من الجوع، وفي عزائه ذبحوا كل الخراف".

ليست هناك تعليقات