رحيل أمير البزق الفنان؛ سعيد يوسف
رحيل أمير البزق الفنان؛ سعيد يوسف
توفي أمير البزق الفنان الكردي السوري، سعيد يوسف،
في أحد مشافي مدينة إسطنبول عن عمر ناهز 73 بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني دام
لأكثر من نصف قرن.
وتعرض الفنان في الآونة الأخيرة لوعكة صحية استدعت
نقله من مقر إقامته الدائم في بيروت، إلى اسطنبول لتلقي العلاج، حيث فارق الحياة
هناك.
وتمكن الفنان من وضع بصمته على لون موسيقي خاص به،
منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، إذ شكل مدرسة في الغناء تأثر بها أجيال من
المطربين على عموم سوريا.
لم تقتصر تجربة يوسف على العزف والغناء فحسب، بل
لحن معظم أغانيه، كما لحن لعدد من المطربين الأكراد والعرب مثل سميرة توفيق وسعاد
محمد، ناهيك عن كتابة كلمات أغانيه العاطفية والقومية، التي تميزت بالبساطة
والعفوية. وتمكن من تأليف طوال مسيرته الفنية، أكثر من 700 أغنية، تناولت قصصاً
محببة عن الحب والحنين والوطن.
حاز الفنان الراحل، سعيد يوسف منذ قرابة الخمسين
عاماً على 25 جائزة محلية ودولية تقديراً على أعماله الفنية، وجهوده في تطوير
الأغنية الكردية، والحفاظ على التراث الشفاهي الغنائي الكردي، ومن ضمن التكريمات؛ إقامة
معهد الموسيقى في النرويج تمثالاً له من البرونز، كما أصدرت جامعة أوبسالا
السويدية طابعاً يحمل صورة الفنان سعيد يوسف. وأنتجت له منظمة الثقافة والتربية
والعلوم (اليونسكو) عام 1973 في باريس أسطوانة ذهبية تضم تقاسيم وعزفه، وهي محفوظة
حالياً في أرشيف المنظمة في العاصمة الفرنسية.
وكان عازف البزق السوري الشهير الراحل محمد عبد
الكريم قد أوصى قبل رحيله، بإهداء آلة البزق الخاصة به إلى الفنان سعيد يوسف، في
إشارة رمزية إلى المكانة التي احتلها الراحل في مضمار العزف على آلة البزق. وينسب
إلى الموسيقار المصري المعروف محمد عبد الوهاب مقولة خص بها الراحل سعيد يوسف، إذ
علق لدى سماعه معزوفات له بالقول: ”أصابعه تتلف بحرير“ (ينبغي أن تلف أصابعه
بالحرير)، وهو اعتراف بمهارة العزف التي تمتع بها الراحل.
ويجمع المتخصصون في مجال الموسيقى، أن سعيد يوسف
يعتبر من الفنانين المجدّدين الذين حافظوا على طابع الأغنية الكردية الفلكلورية مع
لمسات حداثية، شكلت مزيجا غنائياً جذاباً ومحبباً.
وكتبت صحيفة" برلين بوست"، أن غناء سعيد
يوسف يبعث النشوة والدفء في الأرواح، أما مجلة" دير شبيغل" الألمانية
الأسبوعية الشهيرة فوصفت الفنان الراحل بأنه أشبه بالبهلوان الذي ينتقل من لحن إلى
آخر.
وبرحيل الفنان سعيد يوسف تطوى صفحة مشرقة من صفحات
الفن الكردي والسوري الأصيل والمتجدد، في آن، لكن أغانيه وموسيقاه ستبقى في
الذاكرة إلى أمد بعيد.
ليست هناك تعليقات