أجمل قصيدة حب؛ الأماكن، فقتله هواه
أجمل قصيدة حب؛ الأماكن، فقتله هواه
حين تترقرق الكمات مع مياه الفرات، ومن زرقة مكائه،
وخضرة أشجاره، فاعلم أنك في حاضنة الفرات مدينة منبج. حيث قتله الهوى لما يجد
لقلبه من شفاء من مرضه القاتل، فهو يعتقد أن الشوق ليس مجرد كلمة وحسب بل أنها
تحمل في طياتها كل المشاعر والأحاسيس الحياتية، كلمة ربما تكون مؤلمة له وللعشاق
لأن الشوق لما يتضخم كثيراً يعد سكيناً باردة تجرح ببطء القلوب.
شاعرها
ترعرع في أزقتها واستنشق عبق تاريخها العريق، وارتمى حيث البحتري ووقف على الأطلال
يذكر حبيبته لكنه إذ يعيد ذات العشق وبأطلال خاصة. مفرداته دافئة ممتلئة عذوبة
وكلماته مموسقة وألفاظه شجية، يعيش في عالم آخر من الهوى، وحيث شاء الهوى، يملأه
الاشتياق والحزن والحب مجتمعين، عالم يذهب به بعيداً بخياله إلى من يحب يلقاه في
هذا العالم ويعانقه ويشكي له همومه وما آلامه من شفاء. تركته حبيبته دون أن ترعى
له وداً ولا عشقاً، فعاش كتيم الهوى، فقتل شهيداً للحب. فتعرف على أجمل قصيدة حب،
قالها، فكانت قصيدته الخالدة على منوال اليتيمة الدهر. إقرأ معنا:
الأمـــاكــن
كلُّ الأمـاكـــنِ عـــن ذكـراكِ تحكي لي
يا نغـمةَ الحـــزنِ في بـوحِ الـمواويـلِ
وجــــاء يقـــذفها طـــيرُ الأبـــابـــيــلِ
هل في الغياب ـِ رعاكِ اللهُ ـ غيرُ أسىً
يا قبــسةَ الــنور في حضنِ القنــاديــلِ
كلُّ الــزوايا بهــا أنفاســـنا اخـتلــطَتْ
عِطرُ الدفــــاتـــــرِ يأتي بالمــراســـيلِ
وفي غـــيابكِ تشكو البردَ أغــطـيــتي
من وطأةِ الــبعدِ لاذتْ بالتـــراتـــيـــلِ
مستفعلٌ بالحنينِ الكــــادَ يحــــرقنيُ
فالـــنـارُ جُنّتْ وأودتْ بالمـحاصــيـلِ
كـلُّ الأمــاكنِ فيها الشــوقُ مشـــتعلٌ
دفـــاتري كلُّ أشـــــيائي مــنــاديـــلي
تضجُّ باسمكِ، تحكي كيف قد عبرتْ
خطواتنا حيــثُ أحيتها مـــواويـــلي
يا بــحةَ الناي يا وجْــــداً يـــساهرني
يا مبعثَ الروحِ في صمتِ التــماثيلِ
عــودي مخالــبُ ذكـرانا تحــاصــرني
من كــلِّ صـوبٍ لها فـعــلُ الأزامـــيلِ
كلُّ الأماكـــنِ هزَّ الشـــوقُ هــــدأتَهـا
إنه؛" أحمد محمد
اليوسف" الذي ولد في قرية طوق
الخليل في منبج حاضنة البحتري ولد في 1/1/1987 ودرس الابتدائية والاعدادية في قريته والريف المجاور لها، ثم أنتقل
للدراسة الثانوية في مدينة منبج، وبعدها درس الحقوق في جامعة حلب، ولم يكمل لظروف
قاهرة، ثم انتقل إلى لبنان، وحاز على إجازة في اللغة العربية من الجامعة اللبنانية،
صدر له مجموعتان شعريتان؛ الأولى بعنوان: "منكِ
تغار النساء"، والثانية بعنوان: "لكِ الوردُ غنّى"، عانى من الغربة وويلاتها، وعاد بعد عناء طويل إلى حضن منبج، ويعمل حالياً
في مركزها الثقافي؛ كمدير له.
ليست هناك تعليقات