فصلت من وظيفتها الصحفية، بعد سؤال بوتين

فصلت من وظيفتها الصحفية، بعد سؤال بوتين

لا تزال القضية برمتها إلى الآن لا تعرف تفاصيل بداياتها كي تعرف أيضاً حقيقتها، فبعد تعرض صحفية روسية لحادث جراء سؤالها عن شيء ما، كان من شأنه أن أوقفها عن العمل بشكل فوري.

وفقدت الصحفية الروسية" أليسا ياروفيسكايا"، وظيفتها التي تعمل بها في محطة تلفزيون إقليم يامال الرسمية، بعد أيام من توجيهها سؤالاً في المؤتمر الصحفي السنوي للرئيس فلاديمير بوتين.

وبحسيب موقع  bbc فإن سلطات منطقة يامال القطبية، الواقعة شمال غربي سيبيريا، لم تكن راضية عن ذلك السؤال أبداً. لتتواصل سلسلة الأحجية بين الصحفية وإدارتها، حين علقت الصحفية" ياروفيسكايا"، بأن ذلك الأمر تم بمحض رغبتها الشخصية لا عن طريق الفرض بالقوة، وهو ما دعاها أن تسلم استقالتها شخصياً، ولم تطرد، كما يروج عنها.

يبدو أن القصة قد بدأت خلال المؤتمر الصحفي للرئيس بوتين، الذي استمر حوالي ثلاث ساعات، وكان قد مرر المايكروفون إلى الصحفيين من إقليم يامال، فتلقته" أليسا ياروفيسكايا" المايكروفون، وإن كان المقصود به أن يمرر على صحفي آخر في تلفزيون إقليم يامال اختاره دمتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم بوتين.

هذا وتحدثت الصحفية عن مميزات التغير المناخي في منطقتها، وقصدت بذلك ذوبان طريق البحر القطبي. وتابعت إن البنية التحتية محلياً، ومن بينها السكة الحديد، أنشئت حديثاً على جسر نهر أوب لربط مدينتي ساليخارد، ولابيتنانجي لكن العمل ما يزال متوقفاً.

وأضافت الصحفية:" إن محافظ المدينة دمتري أرتكيوخوف، يبذل قصارى جهده لتنفيذ هذا المشروع، لكنه دون المأمول سرعان ما بدأ الأمر أخذ يتلاشى نقاشه شيئاً فشيئاً، على المستوى الاتحادي، والسؤال هو هل يمكن توظيف "المدفعية الثقيلة" للاتحاد لإنجازه؟.

جواب" بوتين" لم يتأخر حالاً، فقال:" إن اتباع سياسة قطف حبات الكرز باختيار مشروع معين، أمراً غير مناسب للحكومة الاتحادية، وجسر أوب "رابط محوري" بالنسبة إلى بنية المواصلات التحتية في الإقليم، لأن فتح المجال أمام الموانئ القطبية هو مبادرة مهمة، ومن المفترض أن تتزامن مع نمو نقل البضائع بواسطة الشحن".

مصادر من موقع "أورا.رو" أكد أن فصلها جاء على خلفية المداخلة الصحفية، فضلاً عن تناولها المايكروفون من زميلها. ويجب الإشارة هنا إلى أن السلطة المحلية هي المالك لمحطة التلفزيون، التي تعمل فيها الصحفية. ونقل الموقع عن مصدر حكومي قوله:" إن المحافظ لا يروق له الثناء، وإنه اتفق مسبقاً على طرح سؤال منفصل متعلق بروابط السكك الحديد، بدلاً من ذلك".

فيما كانت رواية ثانية للحدث، أوردها أحد المواقع، أفاد أن الحادثة ربما ترتبط بمنشور في فيسبوك، علقت فيه" ياروفيسكايا" تحت صورة التقطت خلال المؤتمر الصحفي، وتناولت مظهر الرئيس بوتين. وبحسب تعليقها على المنشور، فقد قالت:" لا أستطيع أن أرى أي بوتكس، أو حشو (في وجهه)، ومظهره يشي بسنه"، ولا يمكن التأكد من صحة ذلك لأن المنشور حذف من الصفحة.

فيما وشي الضبابية من المسؤولين القائمين في المحطة، غير أن القصة تلقي ضوءاً على الدور الصعب الذي يؤديه الصحفيون في محاسبة السلطات.